من المنتظر ان تجري الانتخابات في أوروبا لدول الاتحاد الأوروبي ما بين السادس حتى التاسع من شهر يونيو حزيران هذا العام وعدد هذه الدول 27دولة بعد ان انفصلت المملكة المتحدة عن الاتحاد وبقيت خارجة ،ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع في هذه الدول نحو400 مليون صاحب حق اقتراع ومن يحق له الانتخاب في موطئ رأسه يحق له ان يمارس حق الانتخاب في هذه الانتخابات والتي تجرى مرة كل خمس سنوات لبرلمان الاتحاد للدول الأعضاء فيه،وتعتبر هذه الانتخابات والتي تجري للمرة العاشرة ثاني أهم انتخابات ديموقراطية في العالم ويبلغ عدد السكان في هذه الدول نحو 440مليون انسان من مختلف العرقيات والاجناس والأديان والانتماءات الحزبية واللون واللغة وغيرذلك من الاختلافات في وجهات النظر لما يدور في هذا العالم الذي نعيش فيه من اختلافات،ومن المعلوم ان أوروبا لعبت وتلعب دورا هاما في العالم من جميع النواحي وفيها العديد من المواطنين الذين هاجروا ويهاجرون اليها لأهميتها ومكانتها في شتى الميادين علمية وادبية وتكنولوجية وإنسانية وثقافية وسلمية وتقدمية ومكان عمل مناسب وغيرذلك من الميادين المختلفة ومنذسنوات طويلة وهذه الدول تستوعب مئات آلاف منهم الذين هاجروا اليها واستوطنوا فيها وحصلوا على جنسية البلد أو القطر الذي سكنوا فيه،ومنهم من استطاع وبمجهوده الفردي من تكوين نفسه والالتحاق بالجامعات والكليات ويتخرج ويصل الى عضو في برلمان الدولة التي هاجر واستوطن فيها وحتى اصبح عضوا في البرلمان الأوروبي مثل عبير السهلاني عضو عن حزب الوسط في مملكة السويد وغيرها من الأعضاء في البرلمان المحلي والاوروبي ومنهم من يعمل في الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية وفي مختلف المجالات والمهن في المستشفيات والمراكز الطبية ومنهم من وصل الى منصب وزير في الدولة التي هاجر اليها ومنهم من بقي يعمل في مجال الخدمات وفروع البناء ولا اعتقد انه توجد مهنة او عمل لم يمتهن من قبل القادمين الجدد والمهاجرين على الرغم من التغييرات التي طرأت على استيعاب المهاجرين والقادمين الى هذه الدول والتي هي كانت بلا أدنى شك بحاجة الى الايدي العاملة الرخيصة ولا ننسى الاستغلال الذي كان وما زال عندما يريدون اسيعاب قادم جديد الى هذا البلد أو ذاك ونقول كلمتنا ان القادمين الجدد يستمر البعض في الاستمرار في تسميتهم بالقادمين أو لاجئين والنظر اليهم بانهم مغايرون وحقوقهم أقل من المواطن الأصلي وهنالك مناصب ومراكز لا يتبواها الى من هو مولود في البلد نفسه ولا اريد الدخولفي مجالات مختلفة،المهم ان نعلم ان ان بحوزته جنسية البلد الذي يسكن ويعيش فيه فان له جميع الحقوق كغيره من المواطنين على سبيل المثال في الدول الاسكندنافية ويحق له الانتخاب في الانتخابات المحلية وفي الانتخابات للبرلمان الأوروبي.
من المعلوم بان الأحزاب الاشتراكية مثل الحزب الاشتراكي الديموقراطي في مملكة السويد والذي يسعى على ان يزيد من عدد اعضاءه في البرلمان الأوروبي ويزيد من ثقله وتاثيره وكذلك أحزاب أخرى في مملكة النرويج وفي دول أوروبية أخرى يتوقعون زيادة تمثيلهم،لكن على ضوء ما نشهده من احداث في العالم وفي العديد من الدول الأوروبية فان المستقبل لا يبشر بخير،بل يبشر بازدياد عدد الممثلين لاحزاب يمينية ويمينية متطرفة ويمينية متطرفة جدا وهنالك من باشر حملاته هذه ويتوقع الفوز كاحزاب في فرنسا والمجر وبولندا وسلوفاكيا وألمانيا وحتى في العديد من الدول الاسكندنافية والتي كان عدد ممثلي الأحزاب الاشتراكية والديموقراطية والخضر والوسط واليسار والبرجوازيون في مملكة السويد والدنمارك،التوجه هو زيادة في عدد ممثلي أحزاب اليمين وربما اليمين المتطرف والذي من المتوقع زيادة التمثيل في فرنسا وألمانيا حيث ان عدد الأعضاء من كل دولة هو بموجب وبحسب التعداد السكاني،لكن من الواضح بان رؤساء الأحزاب في هذه الدول يعولون هذه المرة على أصحاب حق الاقتراع من المهاجرين-القادمين الى ربوع هذه الدول وهم ليسو بقلة ومعظم هؤلاء يؤيدون الأحزاب الديموقراطية واليسار والخضر والوسط والاشتراكي الديموقراطي،والمجتمع في الدول الأوروبية يعول عل أصوات هؤلاء لعل وعسى تتغير الأوضاع والتعامل في هذه الدول وتنقلب النظرة الى المهاجرين والذين اصبحوا منذ عدة سنوات مواطنون يحملون جنسية البلد الذي قدموا اليه ويأملون خيرا ونحن معهم من ان تسفر نتائج الانتخابات عن زيادة في عدد الممثلين عن الحزب الاشتراكي واليساروالخضر وتراجع لممثلي أحزاب اليمين باشكاله والوانه ويصبح لاعضاء البرلمان الأوروبي التاثير في التغيير للنظرة الى الانسان والنظرة الى علاقات إنسانية واحترام حقوق الانسان والتطلع الى العيش بسلام واحترام ومحبة وتفاهم وفض المنازعات بطرق سلمية لان لاوروبا أدوار هامة ولها وزنها في العالم.