هناك في نواحي الشوف الشمالية ، تربض ضيعة الباروك بين الجبال والمنحدرات الغناء التي البسها الباري عز وجل الحلة الخضراء الزاهية، واغناها بالينابيع والميا ه الدائمة الجريان، يا له من منظر خلاب يسحر العيون وقلما نرى مثيلا له في بلادنا، وما ان تقطع مفترق الطرق الذي يؤدي الى بعقلين غربا في ضيعة بيت الدين ، وتتابع الالتواءات والصعود والنزول شرقا حتى تصل الى الباروك، هذه الضيعة المعروفية التي تعرف وتوصف بمناخها الصيفي الذي يجلب الناس والسكان من مناطق بيروت والشويفات وبعض القرى الأخرى في لبنان لقضاء فترة الصيف وسط المناخ المعتدل والمياه الجارية الباردة الموصوفة والمعروفة لدى المواطنين بطبيعتها الاصلية التي يرغب ويتمنى كل لبناني ان يفضي فترة من الراحة والتصييف فيها .
تقع هذه الضيعة في الجهة الشمالية الغربية للبقاع اللبناني على سفح المنحدر من الجهة الغربية ، تحيط بها الوديان والمنحدرات والغابات والخضرة من كل جانب ، وتبعد الى جهة الجنوب حوالي 40 كم ، في الباروك عدد من المقاهي والمتنزهات الصيفية التي تسد حاجة السكان والقادمين للاصطياف هناك في أحضان متنزه النبع ، متنزه الأرز ، الكمال ،راس النبع ، الغابة والأمير .
يصل عدد السكان في الباروك بجميع اقسامها: التعمير والفريديس وغيرها الى اكثر من3000 نسمة اغلبيتهم الساحقة من أبناء الطائفة الدرزية والباقي من أبناء الطوائف المسيحية ، وفي فصل الصيف يتضاعف عدد السكان هناك الذين ياتون من مختلف القرى اللبنانية في الشوف والشويفات وعاليه وغيرها ، وتحيط بهذه الضيعة ضيعات أخرى عديدة مثل: عين زحلتا ، بتلون ،معاصر الشوف، الورهاينة وظهر البيدر التي تبعد 11 كم عن الباروك.
في الباروك يعيش السكان في الأساس على الزراعة واهمها زراعة التفاح الشوفاني بالإضافة الى المصادر الأخرى من السياحة، في الضيعة مدرسة ابتدائية وسطى وتكميلية ومستوصف حكومي واحد، وفي الظروف الراهنة لا توجد سلطة محلية بسبب وفاة رئيسها.
وقد سنحت لي الظروف ان ازور هذه الضيعة خلال جولة استطلاعية قمت بها في لبنان في مطلع شهر أيلول من عام 1985 وعدد من الأقارب حيث زرنا السيد عادل أبو حسن في الباروك والذي يقيم في فصل الصيف هناك وهو من سكان الشويفات.