"أيها الشاب الدرزي القتيل ارتاح في قبرك لانه المكان الوحيد الذي لن تتلقى به امر هدم او غرامة مالية"!!

هذا هو الشعار الذي تم تعليقه على جدار المقبرة العسكرية في قرية عسفيا والمدفون بها حوالي 400 شاب درزي ضحى بحياته من اجل الحفاظ على امن الدولة منذ قيامها وحتى يومنا هذا.

نعم القبر الذي توارت به جثامين الجنود في المقابر العسكرية هو المكان الوحيد الامن (حاليا) من ان يتلقى قاطنه امر هدم او غرامة إدارية باهظة بمئات الاف الشواقل بحجة البناء غير المنظم كما يحدث وبشكل يومي لشبابنا في جميع القرى المعروفية.

تحت هذا الشعار أقيمت وقفة احتجاجية صباح اليوم على مدخل المقبرة العسكرية في عسفيا شارك بها العشرات من سكان عسفيا ومن جميع القرى الدرزية من الجليل والجولان والكرمل، وكان النداء من المحتجين هو مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية بسبب القوانين العنصرية التي سنتها المؤسسة السلطوية وعلى رأسها قانون كمينتس وقانون القومية.

القيت الكلمات من عدة اشخاص عانوا ولا زالوا من اجحاف هذه القوانين التي تثقل كاهلهم من الناحية المادية وتسببت بدمار بيوت وعدم القدرة على فتح بيوت شابة جديدة كما يحصل في كل مجتمع طبيعي.

السيدة هنادي اسعد التي ترملت بسن صغير في اعقاب مقتل زوجها وفا اسعد في غزة طرحت بإسهاب معناتها كأرملة الجيش الإسرائيلي في محاولاتها بناء بيت لها ولبناتها وعبرت عن قلقها البالغ لمصير ومستقبل احفادها.

جميع المتحدثين في هذا الاعتصام نادوا بمقاطعة الانتخابات الإسرائيلية وبعثوا برسالة الى أعضاء الكنيست والوزراء ومنهم أعضاء الكنيست الدروز انهم لن يتراجعوا عن قرارهم حتى يتم الغاء قانون كمينتس، وصرحوا بان من يقوم بخطوات في هذا الاتجاه سوف يقوموا بدعمه جماهيريا.

السيد بهيج منصور تطرق في كلمته الى المعاناة والتنكيل الذي يتعرض له المجلس المحلي في عسفيا من لجان ومؤسسات التخطيط وقال ان المجلس المحلي مستمر في النضال حتى يأتي بنتائج تفي بغرض ومتطلبات المجتمع العسفاوي.

اما السيد فهمي حلبي رئيس مجلس دالية الكرمل الأسبق ورئيس الجمعية المعروفية للدفاع عن الأرض والمسكن تطرق الى نضال الجمعية المستمر من اجل الأرض حيث شاركت الجمعية بالعديد من جلسات الكنيست وغيرها وفي بيانه اقترح عدة خطوات للنضال من اجل الأرض:

1: العمل على ابطال قانون كمينتس

2: إعادة أموال الغرامات التي دفعها الشباب الدروز كغرامات بسبب قانون كمينتس.

3: إعطاء مهلة لمدة خمس سنوات للمجالس المحلية لتنظيم وتدبير قضايا البناء في قرانا وقال "ان سياسة عدم التخطيط التي كانت متبعة من قبل الحكومة كانت تخطيطا لخنق قرانا وجعلنا مخالفين للقانون"

4: يجب تغيير تفكيرنا ونهجنا بالاستجداء وعلينا ان نكف عن الدفاع ونبدأ بالهجوم والبناء على أراضينا التي صادرتها الدولة تحت مسميات مختلفة، فالدولة صادرت في الكرمل 40 الف دونم ومن جميع القرى الدرزية تمت مصادرة 116 الف دونم من مجموع 325 الف دونم .

5: يجب إقامة طاقم تخطيط مهني في كل بلد يعالج مواضيع التخطيط ويقدمها.

في نهاية الاعتصام نادى الجميع على واجب تصعيد النضال في القضية واعرب الجميع عن مخاوفهم على مستقبل الطائفة الدرزية ومستقبل شبابها وكان النداء بتصعيد النضال في قضايا الأرض والمسكن في جميع البلدات الدرزية.

الجدير بالذكر ان من بين الجمهور الذي شارك في المظاهرة كان كذلك الوزير حمد عمار ، والمرشج في الحزب الوطني اكرم حسون ومرشح الجبهة غالب سيف ولكن لم تعط لهم فرصة المشاركة بالخطاب والتعبير عن مواقفهم والخطوات التي سيقومون بها في هذا النضال الاجتماعي العادل.

نعم حاليا ان المكان الوحيد الذي لن يتلقى به الشاب الدرزي غرامة باهظة او امر هدم هو مثواه الأخير في المقابر العسكرية.