تدلّ معطيات منظمة اليونيسف على انخفاض ملموس في السنوات الأخيرة في نسب التطعيمات الروتينية التي يتلقّاها الأطفال حول العالم، حيث يتّضح أنه في عام 2021 لم يستكمل 25 مليونًا من الأطفال تطعيماتهم، وهي أعلى نسبة تراجع يشهدها العالم في العقود الأخيرة، ويعود السبب في ذلك إلى وباء الكورونا (إغلاقات، وقف الإنتاج، تحويل القوى العاملة الطبية والتمريضية إلى مجالات أخرى وغيرها).
وتشير منظمة الصحة العالمية هذه المسألة في تقريرها إلى أن الحكومات بحاجة لمعالجة موضوع التطعيمات الروتينية لكونه أمرًا أساسيًا لتعزيز المناعة الوطنية للدول.
وبالفعل، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عام 2019 أن الامتناع عن تلقّي التطعيمات هو أحد التهديدات العشرة على صحة الجمهور. واليوم، بعد مرور 3 أعوام على الإعلان، يتضح أن هذا التهديد آخذ بالازدياد.
وشارك في يوم التداول الذي عقدته وزارة الصحة، مندوبون من كافة الجهاز الطبي بمن فيهم منظمة أطباء الأطفال، أطباء صناديق المرضى، مراكز رعاية الأم والطفل، أطباء من مكاتب الصحة اللوائية في البلاد، جمعية "ميحوسچان"/מחוסגן وجمعية "مداعت"/מדעת. كما شارك أيضًا ممثّلون عن الشباب قاموا بطرح وجهة نظرهم في الموضوع.
وعرض المشاركون والمشاركات حلولا ملاءمة لكل قِطاع وناقشوا أفكارًا لتقوية وتعزيز المناعة الوطنية من خلال التطعيمات الروتينية، بما فيها مسألة الثقة، التغلب على الأخبار الكاذبة والمضلّلة (Fake news) وإتاحة مراكز رعاية الأم والطفل لكافة القطاعات الموجودة في المجتمع.
وفقًا لاستبيان حول مواقف الأهالي الذي أجرته وزارة الصحة في الأشهر الأخيرة، قال أهال لأطفال تتراوح أعمارهم بين 0-13 عامًا (86%) إن أطفالهم قد تلقّوا كافة التطعيمات المطلوبة.
11% أشاروا إلى تلقّي أطفالهم التطعيمات بشكل جزئي
9% عبّروا عن حيرتهم وتردّدهم بشأن تطعيم أطفالهم، 16% منهم من المجتمع البدوي، 4-5% من المجتمع العربي والحريدي، مقابل 60% لا تنتابهم أي شكوك حول الموضوع.
وفيما يتعلق بكمية التطعيمات، يعتقد حوالي ربع من الأهالي (23%) أن أطفالهم يتلقّون أكثر مما يجب من التطعيمات، وهذا ما اتضح في الاستبيان الذي أجري عام 2016.
غالبية الأهالي يثقون بتوصيات الجهات الصحية فيما يتعلق بأهمية التطعيمات للأطفال (72%) وهو المعطى ذاته الذي تبيّن سابقًا في استبيان 2016.
نسبة مشابهة (69%) تعتقد أن فوائد التطعيمات تفوق المخاطر المحتملة للتطعيمات.
تعقيبًا على مجريات اليوم، تقول د. شارون إلروعي برايس، رئيسة قسم صحة الجمهور في وزارة الصحة: "لقد عقدنا يومًا لمناقشة موضوع التطعيمات الروتينية نظرًا للمخاوف العالمية التي ترافق الانخفاض في نسبة التطعيمات. لطالما كانت التطعيمات الروتينية إحدى الوسائل المهمة للحفاظ على صحّتنا ونجحت في الحدّ من ارتفاع نسب الإصابة والوفاة منذ البدء باستخدامها قبل عشرات السنين. توجد في البلاد تغطية مناعية قوية ويهمّنا المحافظة عليها وحماية أغلى ما نملك-أولادنا"