في زمنِ القحطِ وزمنِ الممنوعِ
يصير الفأر قطًّا ويصير الديك حمارًا
وشبيهُ الفرْخِ يصير زعيمًا
وسانشو پانسا يصيرُ شبيه الديكتاتور
ويصدرُ فرَمانًا في إثرِ فَرَمان وتحسَبُ نفسَكَ في تالي الأزمانْ
في زمنِ الممنوعِ
ممنوعٌ طلوعُ النجمِ وسطوعُ القمرِ حتى ولو جنَّ الليلِ الا بإذن من شبيهِ الديكتاتور
ممنوعٌ نباح الكلب حتى اذا كان النباحُ علامةً على طريق القافلةْ
فممنوع أن تسير القافلة الا بإذنٍ من شبيه الديكتاتور
ممنوع ان يصيح الديكُ أو أن ترى بزوغ الشمس إيذانًا بفجرٍ جديد
وممنوعٌ إذا رأيتَ الهلال وتحققت الرؤيا ان تعلن الصيامَ أو تقول اليوم عيد
فالعيد يوم الجلوس على صهوة العَرش أو يوم ميلاد الزعيم الوحيدِ أو، شبيه الديكتاتور ..
في زمنِ الممنوع،
ممنوعٌ أن ترفعَ يدكَ
أو تفتَحَ عينَكَ
ممنوعٌ أن تملأَ بطنَكَ
أو حتى أن تُفرغَ بطنكَ
ممنوعٌ أن تشكو همّكَ
أو ترثي أمَّكَ
ممنوعٌ أن تمسُدَ شَعرَكَ
ممنوعٌ أن تنظُمَ شِعرَكَ
ممنوعٌ أن تفتحَ فمَكَ
أو تُسمعَ صوتَكَ
ممنوعٌ أن يسمعَ حتى الطبيبُ
صوتَ أنينِكَ
فشبيهُ الديكتاتورِ يجلس خلفكَ
وعلى يمينكَ ويساركَ
فوقَكَ تحتكَ
ينامُ في فراشكَ وتحتَ تختِكَ
يرصُدُ أحلامَكَ وحسابَكَ البنكِيّ
ويعُدُّ أنفاسَكَ ويعرفُ إسمَكَ الحرَكِيّ
يعرف رقم بوليصة التأمين وكم ادَّخرتَ ليومٍ لا ينفعُ فيه مالٌ ولا بنون
وهو يعرف مَنْ تكون
ويعرف أنّكَ تعرفُ، مَنْ يكون
ويعرفُ أنّي جارُكَ وأنّكَ جاري
وأنّ بحاركَ وأنهارُكَ
هي ذاتُ بِحاري وأنهاري
ويعرف سانشو پانسا أنّا نعرفُه جيّدًا
مُذْ كان صغيرًا
(وصغيرًا جدًا جدًا لا زال)
نعرفهُ في نسخات التاريخِ الأولى
يحملُ عدّةَ شُغْلِ السيّد دونكي
ويطوفُ معه الأمصارَ
يبكي إن شكا دونكي
يطيرُ فرحًا إنْ رأى بيضَ أنيابهِ
يرقُصُ
إن دقّ حصانُه الأرضَ طربًا
لكنْ ، سانشو العصر الحالي
لا يحتاج عِدّةَ سيّدِهِ
فلا الخيلُ ولا الليلُ ولا البيداءُ تعرفُهُ ولا السيفُ ولا الرمحُ ولا القرطاسُ ولا القلَمُ
عذرًا، سانشو پانسا
لستَ وحيدًا منذُ غابت طواحين الهواء
استنسخوا نُسخًا شبيهةً لكَ
وأمثالكُ كُثُرٌ بيننا غير أني لا أبالي
إن كنتَ شبيه الديكتاتورِ او حتى شبيهَ العتالِ
أو كنتَ ركبتَ في غفلَةِ الزمان بَغْلي وحماري
فأولُ همّي وآخِرُ همِّي مَن يحمل أفكاري
لا مَن يحملُ أسفاري !!!
المادة المنشورة على مسؤلية كاتبها وضمن حرية التعبير عن الرأي حيث أن موقع البرج يفتح المجال أمام الموهوبين في شتى المجالات بعرض مواهبهم عبر منبره الإعلامي ولكنه غير مسؤول عن إبداء الرأي، فحوى ومضمون المادة المنشورة والتي لا تمت بأية صله لا به ولا بمسؤوليه إلا بعلاقة النشر ضمن صفحاته.