عندما يتجلّى العطاء بهيئة انسان

 على مدار خمسة أيّام متتالية، وخلال ثلاث ساعات متواليّة كلّ يوم؛ استقبلت المعلّمة ام يوسف ناديا فرج في رحاب بيتها أبناءنا فلّذات أكبادنا، والّذين عددهم 25 ولدًا وبنتًا. وذلك في إطار دورة تحضيريّة للصفّ الأوّل.

استقبلتهم بابتسامة تبثّ الرّاحة في النّفوس، أعطت لكلّ ولد وبنت كرّاسة عمل من تحضيرها، وإن نَقَصَ أحدهم شيء كانت جاهزة بالقرطاسيّة الاحتياطيّة، حتّى الضّيافة كان لها نصيب بحضور أبنائنا. وكلّ ذلك دون مقابل، حتّى الهدايا الرّمزيّة رفضتها تمامًا... دون مقابل بكلّ معنى الكلمة.

لم تكن هذه الدّورة التّحضيريّة الأولى، بل هي واحدة بعدَ العديد من دورات أُقيمت على مدار سنوات سابقة. حيثُ أنّ عدد التّلاميذ كان يصل حتّى السّتّين تلميذًا. وجميعها كانت مجانيّة، كما هو الحال السّنة.

وإن كانت المادّيات مرفوضة، فتوجّب علينا أن نكتب كلمة شكر وعرفان بحقّ المعلمة ناديا... فكيف لنا أن نمرّ مرّ الكرام على هذا الكم من العطاء؟

المعلّمة ام يوسف ناديا فرج زوجة الدكتور أبو يوسف رجا فرج هي مربّية قديرة لمرحلة الطّفولة المبكّرة (גיל הרך) في مدرسة الابتدائيّة (ب)، كما أنّها تعمل مرشدة للمعلّمات المتخصّصات في هذا المجال. بالإضافة كانت بصمتها الأولى في الدّورات التّحضيريّة للصف الأوّل في قريتنا يانوح -جث. وأمّا على الصّعيد الشّخصيّ فهي أمّ أكثر من رائعة، ويشهد على ذلك نجاح كلّ من أبنائها وبناتها في تخصّصه ومجالهِ.

معلّمتنا القديرة ناديا:

قال أحدهم " نادرون هم أولئك الّذين يكون العطاء أحد متعهم الخاصّة". وأنتِ يا رفيقة الأجيال واحدة من هؤلاء النّادرين. فعطاؤك نقيّ، حقيقيّ، نابع من القلب دون جُهد أو تكلّف. عطاؤك مرآة لانسانيّتك الّتي فاح عبيرها لمستقبل أولادنا، ونشرت أريجها لقلوب الأهالي وبثّت عطرها في سماء العِلْم والمعرفة. لكِ منّا كلّ الثّناء والتقدير (بحجم عطائك اللّا محدود)، على جهودك في سبيل رقيّ أبنائنا، الأمر الّذي غير مفهوم ضمنًا. وكوني أكيدة أنّه مهما كتبنا، تبقى الأبجديّة برمّتها والقواميس العربيّة بكلّ ثرائها اللّغويّ، صغيرة أمام انسانة معطاءة مثلك.