أقامت مدرسة البيادر الابتدائيّة "أ" في كفرياسيف، بمشاركة المجلس المحليّ ولجنة أولياء أمور الطّلّاب حفلًا تكريميًّا للمديرة سهيلة خطيب، التي خرجت للتّقاعد قبل عامين، ولكن الظّروف الصّحيّة العامّة في الدّولة حالت دون إقامة احتفال جماهيريّ، بناء عليه تمّ إجراء الاحتفال مساء السّبت، 4/6/2022، في قاعة متنزّه بعلبك، وذلك بحضور ثقافيّ نوعيّ لافت للنّظر.
تمّ استقبال الضّيوف ابتداءً من السّاعة السّادسة مساءً، بضيافة متنوّعة، وبمرافقة دافئة من أسرة مدرسة البيادر التي تجنّدت بكلّ طاقاتها وقدّمت كلّ ما يلزم من أجل إنجاح الاحتفال وراحة الحاضرين. ثمّ افتتح عريف الاحتفال إياد الحاج التّكريم وأعطى حقّ الكلام لمدير المدرسة، المربّي هلال صفيّة، الذي بارك للمديرة المتقاعدة تقاعدها وتمنّى لها باسم أسرة البيادر الصّحّة وهدأة البال وهناء العيش ومواصلة مسيرة العطاء في مجالات نافعة للمجتمع. كما تعهّد بمتابعة طريق التّميّز والإنجازات، وأن يصون الإرث التّعليميّ والتّربويّ وأن يبقى هذا الإرث منارة تهتدي بها أسرة البيادر المتجدّدة. كما أعرب عن اعتزازه بشخصيّة المديرة التي قادت المدرسة نحو التّميّز وتحقيق الإنجازات.
تلاه رئيس المجلس المحلّيّ، المحامي شادي شويري الذي عدّد إنجازات مدرسة البيادر الابتدائيّة "أ" بإدارة المربية سهيلة خطيب، واعتبر فترة عملها فترة ذهبيّة في تاريخ التّربية والتّعليم في القرية، كما أكّد على أهميّة الاستثمار في التّربية، وخصوصًا في ظروفنا الاجتماعيّة الصّعبة التي نمرّ بها في مجتمعنا العربيّ، كما وأكّد على مواصلة دعم جهاز التّربية والتّعليم المحلّيّ كجزء من الرّسالة السّامية في بناء الإنسان.
وألقى مفتّش المدرسة الأستاذ توفيق زعرورة كلمة في المناسبة فشكر المربية سهيلة خطيب على تأديتها لرسالتها على أكمل وجه، وقال ما أحوجنا إلى أمثالها في ظروف الحاضر المليء بالتّحدّيات. كما وعبّر عن تفاؤله في مواصلة مدرسة البيادر لطريق تحقيق الإنجازات. فهذا البلد بإمكاناته قادر على بلوغ أعلى القمم
وقدّمت جوقة المدرسة أغنيتين، فأدخلت الأجواء البهيجة في الاحتفال: "أشرف إنسان" لجوليا بطرس، و"سهر اللّيالي" لفيروز، وقامت المعلّمة سناء حزّان خوري بتدريب الفرقة وبمرافقتها في تأدية الأغاني في الاحتفال. تلاها السّيّد عوني توما، رئيس مجلس كفرياسيف المحلّيّ السّابق كلمة بالمناسبة، فشدّد على احترام المديرة سهيلة للشّراكة في العمل، وعلى تعاونها مع كلّ الأطراف ذات العلاقة من أجل إنجاز المهام المطلوبة. كما وشكر المديرة سهيلة على تفانيها في العمل الذي نقل المدرسة إلى مرحلة تعليميّة وتربويّة عالية. وتمنّى لها تقاعدًا ممتعًا وهنيئًا ومفيدًا.
وتحدّث مفتّش العلوم، والمفتّش الإداريّ لمنطقة كفرمندا، الدّكتور حمد طربيه الذي كان مفتّش المدرسة في فترة إدارتها، فقال إنّ أجمل فترة عمل فيها كانت فترة عمله في كفرياسيف وبالتّحديد مع مدرسة البيادر. وأبرز ملامح شخصيّة المديرة سهيلة التي تتّسم بالطّموح الذي لا يعرف الحدود، وبالإقدام على تنفيذ المهام مهما عظمت هذه المهام، وبالمهارة الفائقة في إدارة الطّاقم التّدريسيّ الذي يعمل جماعيًّا لتحقيق أهدافه فلا يعيقه عائق عن مواصلة طريق النّجاح.
وقدّمت فرقة البيادر للدّبكة رقصة شعبيّة بعنوان "جنون المجوز"، وقد لبس أعضاؤها اللّباس الفلسطينيّ التّراثيّ ورقصوا على أنغام الأرغول وسط تفاعل الجمهور وإعجابه، وذلك بمرافقة المربية اعتدال الحاج. تلاها السّيّد نمر الحاج، رئيس لجنة أولياء الأمور في المدرسة، فأعلن أنّه يواصل نهج لجان أولياء الأمور في دعم المدرسة وفي التّعاون مع إدارتها لمصلحة تلاميذنا، كما وعبّر عن اعتزازه بالدّور القياديّ الذي تبوّأته المديرة سهيلة بجدارة ونجاح منقطع النّظير. وأعلن أنّه سيواصل دعم المدرسة بكلّ الإمكانات المتاحة.
وقدّم قدس الأب عطا الله مخولي كلمة باسم جميع رجال الدّين في القرية، فقال ما أحوجنا إلى التّربية الحقيقيّة والتّعليم الصّادق في ظروف حياتنا التي أخذ العنف يسيطر على مساحات فيها وهذا مصدر خطر وقلق كبيرين على مستقبل أجيالنا، لذلك فليس لنا من بديل إلّا الاهتمام بهذا المجال الذي كان فيه للمديرة سهيلة بصمة لا تُمحى، وتمنّى الاستفادة من معرفة وخبرة المديرة وسهيلة وأمثالها. وأكّد على وحدتنا الاجتماعيّة الكفيلة بتماسك بناء مجتمعنا ومواجهة مشاكله العديدة.
وقدّم الطّالب الموهوب كرمل بدارنة معزوفة موسيقيّة منفردة على آلة التّشلّو، وقد قدّر الجمهور هذه الموهبة الواعدة. أعقبته المربية داليا بلّان نصر، فتكلّمت باسم الهيئة التّدريسيّة، فعبّرت عن تمسّك الهيئة التّدريسيّة بكلّ ما مثّلته المديرة سهيلة، فما تركته سيبقى بوصلة تربويّة للمعلّمين في مسيرتهم التّعليميّة، كما وعبّرت عن تفاؤلها بالإدارة الجديدة ممثلة بالأستاذ هلال صفيّة الذي سيكمّل طريق المديرة سهيلة ويحقّق الإنجازات، فما زرعته المديرة لن يثمر إلّا نجاحًا.
وألقى المدير المتقاعد، والمفتّش الأسبق، المربّي جريس الياس كلمة فعبّر عن اعتزازه بشريكته التربويّة والتّعليميّة في العمل على مدى سنين طويلة، وشهد لها بأسلوبها الإداريّ المتميّز وبقيادتها الحكيمة للمدرسة، وبرفعها لمستوى التّربية والتّعليم في القرية، وتمنّى لها مديد العمر والصّحة وهناء العيش.
وعرضت المدرسة معروضة توثّق محطّات عديدة عاشتها المديرة في المدرسة وسط تلاميذها وزملائها وأولياء أمور تلاميذها، وقد تفاعل الحضور مع الصّور التي تمثّل مشهدًا أو قصّة أو موقفًا لا ينسى، فقد انطبع في الذّاكرة. بعده تحدّثت ابنة المديرة سهيلة خطيب، السّيّدة شيرين التي تحدّثت باسم العائلة، فكانت كلمتها عفويّة وصادقة وصلت قلوب الحاضرين مباشرة وأثّرت في نفوسهم. وقد عدّدت الكثير ممّا تعلّمته من الوالدة سهيلة، فعكس كلّ ما قالته تضحية وتفاني سهيلة الأم التي استطاعت أن توفّق بين إدارتها للمدرسة وبين أمومتها في البيت.
وألقى أخو المديرة، المحامي أحمد حدرج كلمة وصف فيها بعض صفات المديرة، وحبّها للعلم، وطموحها الكبير، وتحدّيها للمصاعب الجمّة التي اعترضتها، كما ووصف تميّزها منذ نعومة أظفارها حتّى تبلورت شخصيّتها بهذه الصّورة اللّافتة للقاصي والدّاني.
وكان مسك الختام مع المديرة سهيلة، التي أبدت تأثّرها الشّديد بمشهد التّقدير الذي كان ماثلًا في الاحتفال، وعادت بالمسيرة إلى أيّام الطّفولة حيث وصفت تربيتها والشّخصيّات المؤثّرة في حياتها كأبيها وجدّها، اللّذين شجّعاها على العلم والتطوّر الدّائمين، كم وأعربت عن تقديرها لشريك حياتها المربّي عوني خطيب الذي دعمها بكلّ إمكاناته والذي رافقها في كلّ محطّاتها بكلّ التّشجيع. وذكرت ما تعلّمته من أبنائها ومن أحفادها، فعكس ذلك تواضعها وإصغاءها واهتمامها بكلّ من يحيط بها. وشكرت المديرة سهيلة كلّ الأطراف التي تعاونت معها، كما تمنّت للمدرسة دوام التّقدّم والنّجاح.
وكانت لجنة المعلّمين قد قدّمت هديّة للمديرة سهيلة، كما قدّم لها مدير المدرسة، الأستاذ هلال صفيّة درعًا تكريميّة وهديّة، كما قدّم الكثير من الحاضرين الهدايات وباقات الورد للمديرة، حيث غمروها بسيل من التّقدير والتّبجيل والفخر بها.
كتابة المربي إياد الحاج
تصوير: المربي نزيه توما - موقع الملتقى.