بادر ألمرحوم الدكتور سلمان حمود فلاح في نطاق مهامِهِ منسقاً لشؤون الطائفة الدرزية في ديوان رئيس الحكومة بالإضافة الى منصب رئيس لجنة المعارف والثقافة الدرزية في وزارة التربية والتعليم، وذلك بالتنسيق مع الحاكم العسكري في بلدة حاصبيا الكولونيل إسماعيل قبلان أبو جهاد في تاريخ 30 تموز عام 1982, بادر الى تنظيم وفد رؤساء المجالس الدرزية لزيارة بلدة حاصبيا والتبرُك من خلوات البياضة أقدس المُقدسات لدى أبناء معروف أينما كانوا.
وترأس الوفد الأستاذ فلاح حيث شارك فيه القاضيان فارس فلاح وكمال خير ولفيف من المثقفين والعاملين في مجال التربية والتعليم وعدد من رجال الصحافة ، وقد حلّ الوفد ضيفا على السيد بهجت بك شمس رئيس بلدية حاصبيا حيث أستقبل الوفد بحفاوة بالغة معربا عن سروره بهذه الزيارة التي من شأنها توطيد التعارف الاخوي وتبادل الآراء والتعرُف المتبادل على جهاز الحكم المحلي هنا في بلادنا وهناك في لبنان، وقد رافق الوفد خلال هذه الزيارة الى جانب رئس البلدية الكولونيل إسماعيل قبلان أبو جهاد ، حيث زار الوفد خلوات البياضة ومن ثم زار العديد من الأماكن و معالم أخرى في حاصبيا، الامر الذي أضاف رونقا آخر لهذه الجولة التاريخية وخاصة لدى سماع الوفد شرحا موسعا من الكولونيل قبلان ورئيس البلدية السيد بهجت بك شمس الذي أسهب في حديثه بتوسع عن الحُكم المحلي في بلاد الأرز بشكل عام مشيرا الى بلدية حاصبيا وما لديها من مشاريع وأعمال تطويرية حسب الظروف، وتُبودلت خلال اللقاء بعض الآراء فيما يتعلق في الحكم المحلي هناك والمجالس المحلية هنا في إسرائيل من حيث الميزانيات وسير ونظام العمل الذي تسير بموجبه البلدات في لبنان وكيفية تشكيلها والانتخابات فيها.
هذا وقد ألتقى الوفد أيضا خلال زيارة خلوات البياضة برجال دين وفي مقدمتهم خادم الخلوات الشيخ محمد أبو سيف من قرية شوية في وادي التيم ، وقد شرح للضيوف عن الخلوات تاريخها ومكانتها بالنسبة للدروز مشيرا الى ان المشايخ التُقاة يجتمعون في دور الاثنين والجمعة ولا يصعد الى الخلوات سيرا على الأقدام ليُصلي الا كل عبد صالح ، مضيفا أن الخلوة الرئيسية تقع على قمة هذا الجبل وحول هذه الخلوة الرئيسية نحو ثلاثين غرفة متفرقة وتتبع لعدد من القرى والمناطق ، فعلى سبيل المثال خلوة لجبل الدروز وخلوة لبلدة عاليه وأخرى لمجدل شمس وغيرها خلوات أخرى تتبع لمحسنين من بلادنا أيضا.
ويُشار هنا الى أن عدد سكان البلدة في حينه بلغ نحو عشرة آلاف نسمة معظمهم من بني معروف ، وما يعادل هذا العدد مغتربون من أبناء هذا البلد موزعين في اقطار كثيرة في أنحاء العالم ، وكذلك توجد في حاصبيا مدرسة الهداية الدرزية ، وقد لاحظنا زملائي وأنا من المراسلين ورجال الصحافة الذين شاركوا في الوفد البهجة والسرور والغبطة على وجوه الرؤساء والمندوبين في مجالس محلية والممثلين من المثقفين وأصحاب المَهام الثقافية والتربوية الذين شاركوا في هذه الزيارة التاريخية التي لم يسبق لها مثيل ، مشيرين الى أهمية هذا اللقاء معربين عن أملهم في تكراره في المستقبل الى أماكن أخرى في القطر اللبناني .
هذا وقد دعا السيد بهجت بك رئيس وأعضاء الوفد الى جلسة أخوية على وجبة غداء على نهر الحاصباني ، وقد تُبودلت الكلمات بين الضيوف والمُضيف في شؤون الزيارة واهميتها ، كما ساهم الكولونيل قبلان والذي اتخذ من مقر الحزب القومي السوري مكتبا لإدارة الشؤون العسكرية هناك والتي كثيرا ما كانت في مصلحة السكان المحليين من عدة جهات ، وفي نهاية اللقاء أعرب رئيس الوفد السيد سلمان حمود فلاح عن ارتياحه لهذا اللقاء الذي حقق فعلا أهدافه من التعارف المتبادل بين الاخوة من بني معروف وخاصة في أقدس مقدسات الطائفة المعروفية في مختلف أمصار العالم والتعرف عليها عن كثب الامر الذي لم يحصل منذ عشرات السنين ، حيث تبارك الجميع من قدسية الخلوات ، كما قدم الشكر الجزيل والتقدير العميق باسم الوفد واعضائه لرئيس البلدية السيد بهجت بك شمس على حسن الاستقبال والضيافة والقيام بواجب انساني معروفي ، وكذلك قدم الشكر للكولونيل ابي جهاد إسماعيل قبلان على ما قدمه من مساعدة ومساهمة في إنجاح هذه الزيارة .
ولا بد من الإشارة الى أن لفيفاً من الرؤساء والممثلين ورجالات الثقافة والتربية والتعليم الذين شاركوا في هذه الزيارة قد أعرب كل بطريقته عن مدى سروره من هذه الزيارة خاصة زيارة خلوات البياضة والتبرُك من قُدسياتها والتعرف على معالم بلدة حاصبيا وتاريخها، وكذلك أعرب جميعهم عن شكرهم للسيد سلمان فلاح ولجميع المساهمين في ترتيب إنجاح هذه الزيارة.
في الصور المرفقة:
1) رئيس البلدية السيد بهجت بيك شمس ورئيس وفد رؤساء المجالس في ضيافة رئيس البلدية.
2) الوفد السيد سلمان فلاح ونجيب صعب السيد بهجت بيك شمس على وجبة غذاء على الحاصباني.
3) الكولونيل اسماعيل قبلان حاكم حاصبيا العسكري ومندوب الأنباء نجيب صعب في البياضة.
جميع تلك الصور وصلت مع المقال من الشيخ د. نجيب صعب.
