عشيّة الزّيارة السّنويّة لمقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام، تستمر أعمال التّرتيبات والاستعدادات للزّيارة الشّريفة في حطّين على مدار السّاعة، تزامنًا مع حلول فعّاليّات روحيّة توحيديّة خاصّة لأبناء الطّائفة الدّرزيّة.
من بين هذه الفعّاليّات الكثيرة، يشهدُ المقام زياراتٍ كثيرةً لمدارس درزيّة من جميع قرى الكرمل والجليلَين والجولان، ضمن فعّاليّات توعيةٍ وإرشادٍ توحيديّة لمرشدي قسم التّوعية التّوحيديّة في المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى، يتطرّقون من خلالها إلى سيرة سيّدنا شعيب عليه السّلام، وتاريخ المقام الشّريف منذ اكتشافه في القرن الحادي عشر بعد معركة حطّين على يد صلاح الدّين الإيّوبيّ، والإعلان عن تاريخ الزّيارة السّنويّة منذ عام 1884 في عهد المرحوم الشّيخ مهنّا طريف، حتّى تثبيت ملكيّة المقام وقفًا للطّائفة الدّرزيّة في عهد سيّد الجزيرة وشيخ العشيرة المرحوم سيّدنا الشّيخ أبي يوسف أمين طريف (ر).
من جهته، عبّر سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة عن فخره بهذه الفعّاليّات والنّشاطات، الّتي جاءت لتعزيز الهويّة وتعريف الجيل الصّاعد على تاريخ المقام ومسيرة تثبيته التّاريخيّة، وحول شخصيّة شعيب عليه السّلام، تعاليمه وحكمته، ودوره التّوحيديّ الكبير.
أمّا فيما يتعلّق بالزّيارة، فمن المتوقّع خلال الأسبوع المقبل، حضور الآلآف من أبناء الطّائفة الدّرزيّة من كافّة القرى الدّرزيّة، وذلك خصوصًا في ليلة الرّابع والعشرين من نيسان، حيث تُعقد الزّيارة الدّينيّة الخاصّة عبر إقامة صلوات تجمعُ الشّيوخ فقط.
وكان سماحته قد أصدر أمس بيانًا مفصّلًا، عرض فيه تعليمات الزّيارة والتّرتيبات المتعلّقة في هذا الشّأن.
يُذكر أنّ الأيّام الأخيرة شهدت حركةً نشطةً في المقام الّتي تسوده أجواء روحانيّة خاصّة، بعد انقطاع دام عامين كاملين على الزّيارة السّنويّة، حيث تمّ إنهاء المرحلة الاولى من التّرميمات في منطقة العين والشّارع القديم، وذلك بعد سنتين من أعمال واسعةٍ تليق بمكانة المقام الشريف ولاستيعاب أكبر عدد من الحضور والزّائرين.