جاء في المصحف الشريف في سورة الاسراء ألآية 22 - 23"وقضى ربك ألآَ تعبدوا الا إياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ،واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا".من المعلوم أيضا انه في المسيحية واليهودية هنالك ايات تطلب من الأولاد وغيرهم احترام المسن ومحاولة مساعدته قدر الإمكان ان كان من الاقرباء أو الجيران ومن غيرهم من بني البشر لأننا جميعنا في الإنسانية سواء ويتوجب علينا ان نساعد ألآخرين في كل ما يطلب منَا ماديا ومعنويا وغيره،فالكلمة الطيبة والتي من المفروض ان تخرج من فم كل انسان فينا يجب ان يكون ذلك ليس فقط نهج،بل نمط دائم ومستديم ومتعارف عليه بين الجميع وليس مقتصرا على فئة معينة دون أخرى وان يستمر هذا النهج من المهد الى اللحد بين جميع بني البشر وفي جميع انحاء العالم والأمم والشعوب والأديان مهما اختلفت أيضا الألوان واللغات والعادات والتقاليد،لأننا كنا نسمع وسمعنا وسنسمع عن احترام المسن من الجميع ونوفيه قدره ومكانته في المجتمع واحترامه الذي يتوجب ان يكون دائما،لكن للأسف الشديد كلما تطور الانسان فقد من هذا النهج والسلوك ربما الكثير الكثير ومنَا لاسباب وآخرون لظروف نستطيع ان نذكر بعضها ولو انها ليست بالاجوبة الوافية والكافية،فعندما يكبر الانسان أو يحل به داء معيَن فان الظروف تتغير وتتغير كثيرا بحق هذا الانسان المسن أو الذي هو بحاجة الى رعاية وعناية خاصة تختلف عن الرعاية العادية لاي فرد منَا وفي أي مجتمع كان،وعليه فان توفر الأماكن للرعاية اليومية أو الرعاية الليلية أو الرعاية لاربع وعشرين ساعة تختلف في مضمونها وتكلفتها عن الرعاية العادية،ومن هنا نعلم ان كلمة"زهقان،امفلس فش مع مين أحكي "وغير ذلك من الكلمات التي كنا نسمعها من جمهور المسنين والمقصود أيضا المسنات فالاب والام لهما نفس المنزلة والمكانة وهذا امر حقيقي ولا لبس فيه.
في الديانة اليهودية في التوراة هنالك ذكر للوالدين وضرورة احترامهم لتطول ايامكم على هذه الأرض وفي المسيحية أيضا هنالك ذكر للوالدين والعناية بهما ما دام الأولاد على قيد الحياة وبامكانهم المساعدة وتقديم الدعم والرعاية والعناية ولا ننسى ان القانون أيضا يشير الى ضرورة تقديم المساعدة والعناية بالاهل وتقديم المال لهم وبإمكان الوالدين التقدم الى القضاء والزام الأولاد بتقديم المساعدة المالية،ونحن في هذا المضمار لا نريد ان نشير الى أمور أخرى يتوجب على الأولاد الاهتمام بها وتقديمها الى الاهل ما دام في استطاعتهم القيام بذلك،لان غير ذلك يدل على النكران لانه من المعروف ان الأولاد هم الذين يتمتعون بالتركة والارث الذي يعود اليهم من الاهل،بمبالغ كثيرة أم قليلة فلكل عائلة الإمكانيات التي تختلف عن العائلة الأخرى ولا حاجة الى التشابه ففي الدنيا اغنياء واغنياء جدا وغيرهم من ذوي الدخل المرتفع والمتوسط وما دون ذلك والأولاد في هذه العائلات يرثون ما يتبقى،لكن مهما كان ذلك لا يعفيهم من الرعاية والعناية بأهلهم دينيا وانسانيا واجتماعيا واخلاقيا ومجتمعيا،لكن هنالك حالات وأوضاع وظروف يمر بها الانسان تمنعة أو تعيقه من القيام بالواجب المحتم فمثلا ان كانت الأوضاع المالية غير كافية لاعالة افراد آخرين مع أنني أنا شخصيا اشير أن الواجب الأول والأولى ليس التبذير بل الاقتصاد في كل شيء وتوفير ما يلزم قدر المستطاع وهذا البند هام جدا لان الديانات من سماوية وغيرها تدعونا الى الاقتصاد وعدم الاسراف فكلوا وأشربوا واقتصدوا للمستقبل،وأمر آخر هو عدم توفر مكان مناسب للرعاية وهذا امر صعب التدبير لكنه غير مستحيل،وآخر عدم الاستطاعة والمقدرة على ملائمة العمل ومساعدة الاهل وان وجد أكثر من شخص في البيت أو في العائلة فامكانيات التناوب واردة بالحسبان وتوزيع المهام بين افراد العائلة الى حين الوصول الى حل يرضي الجميع ويدخل البهجة والسرور الى قلوب الوالدين أو الشخص المعتنى به،ونبدأ في التمحيص والحديث والتشاور الى ان نصل باهلنا الى بر ألامان وكثير من الناس وجدوا مخرجا لمثل هذه الأمور وحل مشكلة المسن مثل استخدام عمال أجانب وصلوا الى البلاد بغرض العمل في هذا المجال وهذا امر مكلف جدا وقلة تستطيع تحمل النفقات فالدولة هي التي يجب ان تتحمل هذا العبئ.
في بلادنا درج الأولاد الاهتمام باهلهم وكل قدر المستطاع وبدأنا نسمع ونشاهد اشخاص تواجدوا في المستشفيات لعدم توفر مكان لرعايتهم في البيت وتقديم الخدمات العادية واحيانا الضرورية والصحية هذا ان توفرت الميزانيات لبقاء اعزائهم في المستشفى للرعاية،ومع تقدم الأيام افتتحت بيوت للمسنين في المجتمع اليهودي وطبعا مقابل الدفع المالي لتواجدهم في بيت المسن وهكذا بدأ عدد بيوت المسنين يزداد وكذلك الحاجة الى طواقم طبية كثيرة من موظفين في مهنة التمريض والرعاية وهم قلَة حتى في يومنا هذا وهنالك نقص كبير في كوادر الرعاية بالمسنين وأصبحت بيوت المسنين مصلحة ومجال كسب رزق للذين بإمكانهم إقامة بيت للمسن والعجزة ولكبار السن الذين يفضلون العيش فيها،ولا نريد التطرق ان كانت الرعاية والعناية الصحية والنفسية والاجتماعية كافية في هذه الأماكن،الجواب لا ولا كبيرة دون التطرق الى الأسباب والمسببات،لكن في دول كثيرة الدولة هي التي ترعى المسن وتقدم له كل ما هو بحاجة اليه وهي ملزمة قانونيا بذلك فمثلا في كثير من الدول الأوروبية هنالك بيوت للرعاية والعناية وايواء هؤلاء وباحترام،لكن هنالك الكثير الكثير من الضرورة لتحسين أوضاع الرعاية والعناية واذا انطلقنا انه في المجتمع اليهودي هنالك بيوت للمسنين وطبعا غيركافية ففي المجتمع العربي تقريبا لا توجد بيوت للمسنين حسب الأصول وان وجد واحد أو أكثر فربما يكون الامل في افتتاح العديد وهذا امر مكلف جدا والحكومة لا تساعد في توفير الأموال والميزانيات لافتتاح مثل هذه الأماكن،لكن يتوجب على منتخبي المجتمع والحكومة العمل على إقامة وافتتاح مثل هذه البيوت وتكون مزودة باطباء وممرضين من ذوي الخبرة في مجال كبار السن وتوفير كل ما هو ضروري ومجانا مكوث المسن وهنالك أناس على استعداد للاستثمار وفتح بيت والحكومة تمول التكاليف والعناية،وهنالك حلول أخرى بقاء المسن في بيت رفاه ينتقل اليه وهذا في وقتنا مكلف جدا بحيث يشتري غرفة في مبنى ويسكن مع آخرين ويحظى بخدمات من مبيت وماكل وما يترتب عن ذلك والتامين الوطني يعطي حصته أي راتبه التقاعدي والدولة تكمل الباقي وهنالك الكثير الكثير من البرامج والخطط لمثل ها الامر والاهتمام والرعاية بالمسن وليس استغلال من يكون بحاجة الى مثل هذه الخدمات الصحية والاجتماعية فمسننا هو الوالد والوالدة والاخ والاخت وغيرهم وبالامكان التباحث في مثل هذا الموضوع الهام جدا وعدم التفريط بل العناية والرعاية الضرورية لكبار السن منَا وكلنا سنكبر ونشيخ ونكون بحاجة من يرعانا مستقبلا فعلينا زيارة المسنين وتوفير افضل الساعات والاوقات وتذكيرهم بما قاموا به من اجلنا نحن الأولاد وعلينا رعاياتهم الى ابد الدهر.