لبَّيْكَ يا نقبُ بقلم الزميل الصحفي حسين سويطي - أبوسنان

موقع ألبرج
تاريخ النشر 9 اشهر

قبلَ أن يشقّ الفجر نورَه 

اصطفت عساكرهم بكامل عدِّهم وعتادهم

مدججين بكل ما اقترف الخيال اسلحةً مقيتة وما أسموه "أسلحةً ليست مميتة" بالراجمات وبنادق القنص برصاصها العاديّ والمطاطيّ والإسفنجيّ

وقاذفات الغاز الحديثة المسيّرة  

ومدافع المياه العادمة  

والخيّالةِ المجوقلة والعدّة المؤلّلة

تواجههم فتيةٌ بعمر الورد 

وصبايا بناتُ الأرض 

والأم الرؤوم تساند بالبصلْ

وأطفال يزوغون بين أرجل العسكر 

ومضاربٌ غيّرت جداول أعمالها

شيوخها، أطفالها، رجالها، نساؤها، شبابها، شيابها، واحاتها، صحراؤها، جِمالُها، ناقاتها، لبّتْ نداء الأرضْ وحمّلتْ أثقالها 

هتفت بأعلى صوت 

فالسرّ لا يُشاعْ

وهذه الأرضُ وقفٌ لا تُباعُ

ومن البحر الى النهر تردد الصدى

صارَ سيلًا جارفًا 

صار صوتًا هادرًا

بنداء الثابتين على عرفة 

في حجّة الوداعْ  

هذه الأرضُ وقفٌ لا تُباعْ

"لبَّيْكَ يا نقبُ،لبَّيْكَ يا نقبُ"

******

هذه الأرضُ وقفٌ لا تِباعُ

كنّا هناك مع تضاريسها الأولِ

وتشكل النخلِ والكثبانِ والرملِ

وقبل ما سمّوا سفينة الصحراء بالإبِلِ

وقبل تولّدِ "الكاكالِ"والدولِ

وقبل تشكل الأحزاب والكُتلِ

"لبَّيْكَ يا نقبُ،لبَّيْكَ يا نقبُ"

*********

هذه الأرضُ وقفٌ لا تباعُ

نطفةً في رحمها كنّا 

حملتنا هذه الأرض وهنًا على وهَنِ

وطُهرًا أرضعتنا  

ومضى يسري حليبها في العروق دمًا ودمعَ المُقَلِ

"لبَّيْكَ يا نقبُ،لبَّيْكَ يا نقبُ"

*********

هذه الأرضُ وقفٌ لا تُباعُ

كذب الزناةُ الزاعمون 

أنهم عربُ

وأنهم حماة هذي الأرض

وانسحبوا

ولّوا عند أول نفخةٍ

ومضوا 

ينامون نومة أهل الكهف 

وحتى كلبَهم نحروا*

ويلهثون خلف سرابهم

يقدسون الطّمثَ

وينشدون الرفقَ بالذئب الوديعِ استوطنَ الخلّاتِ والوديانَ والميراثَ في الكتبِ

"لبَّيْكَ يا نقبُ،لبَّيْكَ يا نقبُ"

*********

هذه الأرضُ وقفٌ لا تُباعُ

شدّي الخطى وتقدمي نحو الشمسِ

يا صبيةً بدويةً قبضتْ على الجمر بكفِّها لتكسر المخرز

شدّي الوثاق يا صبيةْ

وعدّلي الكوفيةْ

وواجهي اغبياء العصر ببسمةٍ وعزيمةٍ

وعزّةٍ بدوية 

وليفهموا 

لا يفهمون 

أنهم مثلما مضى كل الطغاةِ، 

ماضون 

وهم مثلما يمنعون الأمَّ من عناق طفلها أو ترضعه،

هكذا "يحرسون" الأرض من أبنائها!

وليفهموا 

لكن أغبياء العصر ، طغاة العصور الماضية والآتية

لا يفهمون ، 

أن هذي الأرض وقفٌ لا تُباعُ

وُلدتْ عربيةً وتبقى عربيةً، عربيةً، عربية...

"لبَّيْكَ يا نقبُ،لبَّيْكَ يا نقبُ"

**********

هذه الأرضُ وقفٌ لا تُباعُ

شدوا الخطى ولتثبتْ الرُكَبُ

فالثورة لا تهدأ ابدًا  

يا نقبُ 

الثورةُ لا تهدأ ابدًا أبدًا أبدًا 

يا نقبُ

الثورةُ لن تهدأ أبدًا أبدًا أبدًا 

يا نقبُ

فلبَّيْكَ يا نقبُ

لبَّيْكَ لبَّيْكَ يا نقبُ

لبَّيْكَ يا نقبُ،لبَّيْكَ يا نقبُ

(17/01/2022)

*******

لبَّيْكَ يا نقبُ بقلم الزميل الصحفي حسين سويطي - أبوسنان

استفتاء ألبرج

هل تراقب ما يحدث بالنسبة للمجال القضائي في البلاد والحفاظ على الديموقراطية؟
مجموع المصوتين : 20