في مساء لؤلئيّ الوجوه، عليل النّسمات، وجلسة رقيقة الألحان عريضة الابتسامات، توافد طلّاب مدرسة العلوم والقيادة دركا يركا إلى مغناهم المحبّب، ومقرّهم الأجمل الأطيب، إلى المدرسة الّتي جمعتهم تحت سقف واحد رغم بعد المسافات بين أماكن سكناهم، ولكن هذه المرّة لم يصلوا إليها كالمعتاد... لقد كان الحضور هذه المرّة استثنائيًّا بكلّ المقاييس، حيث وصلوا إلى المدرسة في تمام الرّابعة بعد الظّهر، يحملون بين حناياهم طاقات إيجابيّة خلّاقة، تجعل من ليلهم نهارًا، وتضيء مساءهم الأنيس بنيران الزّمالة والصّداقة والثّقافة والفنّ والأصالة... فبعد أن تناول الطّلّاب وجبة فاخرة ممّا لذّ وطاب، انعكفوا على إجراء المسابقات والفوازير، ومن ثمّ كانت الجلسة الفنّيّة حول النّار الّتي ستدفئ شتاءهم وستجعلهم يتذكّرون فيما بعد كلّ لحظة جميلة قضوها تحت قبة السّماء اللّامعة، فكانت هذه الأمسية المضيئة خاتمة لفترة يكتنفها الضّغط الدّراسيّ والامتحانات، وتركت في نفوسهم الشّعور بالانتماء إلى هذا الصّرح الشّامخ بوجودهم والحاضن لكلّ علم جميل وفنّ أصيل... وهذا كلّه يدفعنا إلى أن نتذكّر القيّمين على تصميم هذا اليوم الرّائع وإخراجه إلى الضّوء بأبهى حلّة وأجمل صورة، وعلى رأسهم المربّية سيرين سلامة- مركّزة التّربية الاجتماعيّة، وأعضاء مجلس الطّلبة الّذين لم يوفّروا جهدًا إلّا بذلوه من أجل إنجاح هذه الأمسية الرّاقية.