خلود فوراني سرية-
أقام نادي حيفا الثقافي مؤخرا أمسية ثقافية مع د. راوية جرجورة بربارة وإشهار مجموعتها القصصية "لا أريد أن أعتاد عليك..".
افتتح الأمسية مرحبا بالحضور والمشاركين على المنصة رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة قدم بعدها شكره للمجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني لرعايته أمسيات النادي ولزوجته سوزي لدعمها الدائم له. وللناشطة الثقافية خلود فوراني سرية على توثيقها لأمسيات النادي في تقرير تعدّه أسبوعيا، كما نشرها للمداخلات التي تلقى في الأمسيات، على المواقع الإلكترونية.
تناول بعدها البرامج الثقافية القادمة مشجعا على المشاركة بها فالثقافة أبقى.
تولت عرافة الأمسية باقتدارها المعهود الشاعرة ليليان بشارة منصور.
قدم بعدها الفنان والمخرج المسرحي خالد أبو علي مقطوعة مونودراما بموضوع الخير والشر.
في فقرة المداخلات قدم د. أليف فرانش مداخلة ألقى فيها الضوء على محاور أساسيّة دارت حولها النصوص القصصيّة، مركّزا على محورين ذات منحى نفسيّ واجتماعيّ: الخوف كلقاء تماسّ مع الحياة، والاغتراب المفضي إلى الشعور المجتزأ. وبما أنه لا يمكن فصل الأدب عن الواقع، أو الواقع عن الأدب، حتّى في أعمال الخيال العلميّ، فالنصوص تستند إلى واقع متخيّل يلائم الحياة المستقبليّة، وأضاف، في قصص المجموعة انعكاسات لظواهر اجتماعيّة، واعتمالات نفسيّة تعكس عالم الشخوص، ولكنّها تنجح في تصوير جوانب من حياتنا عامّة، وحياتنا خاصّة كأقلّيّة ثقافيّة وقوميّة على هذه الأرض، وكمواطنين يشكّلون مجموعة إثنيّة تختلف عن عرق الأغلبيّة.
وفي مداخلة لد. ريما برانسي جاء أن مجموعة من قصص الكتاب تشير إلى الواقع المتأرجح الّذي يعيشه الإنسان العربيّ في دولة إسرائيل، وحالة عدم الاستقرار وعدم اليقين على مستوى الهويّة والانتماء والمعيشة والشعور بالأمن والأمان. وهذه المجموعة القصصيّة، ما هي إلّا نصُّ سؤال يبعث على التأمّل، ومحاسبة الذات، والخروج من دائرة الاستسلام والاعتياد؛ فالكاتبة تعبر من خلال أسئلتها التاريخيّة والفلسفيّة والإنسانيّة والمجتمعيّة وغير ذلك عن رغبتها في الخروج ضدّ الاعتياد والاستسلام.
أما د. جوني منصور فتطرق في مداخلة له حول الكتاب إلى المواضيع التاريخية المركزية فيه. فأشار إلى أهمية استخدام التاريخ لإثراء النص وربطه بالواقع والتاريخ وهو واقع الحياة المعاش. وأحداث تاريخية مفصلية أحدثت تحولا في تاريخ العالم، لوحات فسيفسائية خلابة تعكس تاريخ المكان.
كما تناول فشل منظومة العلاقة بين الدولة ومواطنيها العرب كما عرضتها الكاتبة في نص الكتاب.
في الختام قدمت د. راوية جرجورة بربارة تحية محبة بقصيدة نظمتها خصيصا للمناسبة ثم قرأت نصّا مختارا من مجموعتها، يحاكي واقعنا بعنوان "طعم أفضل". كما قدمت كلمة شكر وتقدير لعائلتها ولكل من دعمها في مسيرتها الأدبية والحياتية خاصة بالشكر والديها عينيها اللتين ترى من خلالهما العالم المحب لها.
خلود فوراني سرية