ما وراء الكلمات في المختارة في الشوف بقلم: د. نجيب صعب-أبوسنان

موقع ألبرج
تاريخ النشر 9 اشهر

"سنبقى عرباً مسيحيين ومسلمين ما بقيت كنيسة المختارة ومسجدها", هذه الكلمات قالها السفير السعودي في لبنان الشيخ وليد البخاري لدى لقائه برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد بك جنبلاط في المختارة بتاريخ الثامن والعشرين من اذار2021, حيث حضر اللقاء نائبا البرلمان من الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط, وائل أبو فاعور, ومن اللقاء أيضا النائب نعمه طعمه, وأتت هذه الزيارة الى المختارة على ضوء الأوضاع السائدة في لبنان في ظل عدم التوصل الى تشكيل حكومة لبنانية جديدة بموجب المبادرة الفرنسية, وقد اطّلع السفير السعودي الضيف الشيخ وليد البخاري من الزعيم وليد جنبلاط خلال استعراض الأوضاع السياسية الراهنة هناك, ولا سيما الوضع  المتأزم في تشكيل الحكومة وعلى وجهة نظر وليد بك حيال الواقع الراهن وطرْح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي المتعلق بالتسوية الحكومية لإخراج لبنان من ازماته التي تراوح مكانها منذ أشهُر.

   وما يُلفت النظر ما وراء كلمات السفير السعودي عمق معنى الكلمات التي خصها سعادة السفير بقوله: "سنبقى عرباً مسيحيين ومسلمين ما بقيت كنيسة المختارة ومسجدها", هذه الاقوال ترمي الى معانٍ عميقة إيجابية في مضمونها وفي مبناها وتنطبق مع ما تقوله الديانات السماوية فيما يتعلق بالعيش المشترك والتآخي بين أبناء مختلف الديانات، وخاصة كالتي تعيش معاً في لبنان منذ أجيال خلت. 

  ومع الوضع القائم في لبنان, لا بد من التنويه الى تحريك الضمير لدى جميع الفرقاء وبجدية متناهية, لوضع حدٍ للركود والضبابية السياسية التي حطت رحالها وخيمت في لبنان, ذلك من اجل الخروج من هذه الازمات والتي ينبغي ان تنتهي بالجلوس على طاولة مستديرة واحده , في ظل نوايا حقيقية وطيبة من قبل ممثلي جميع الأحزاب والكتل السياسية والاطياف والطوائف, كل هذا نزولاً عند الحاجة الضرورية الملحة والماسة والوضع المؤلم الذي يعيشه اللبنانيون هناك ومن جميع الفئات دون استثناء, وذلك تمشياً مع مبادئ الديانات والمذاهب التي تكوّن النسيج اللبناني وتركيبته الديموغرافية والتي جميعها تتفق من حيث المبدأ , بانه لا بُد من استمرار العيش المشترك وإبقاء باريس الشرق بيروت مرتعاً للحرية, الديمقراطية, الحياة المشتركة, والاحترام المتبادل بين مركبات هذه الامة بشرائحها واطيافها, حيث ان المقولة التي وردت في وصية عطوفة المرحوم سلطان باشا الأطرش: " الدين لله والوطن للجميع ", من المفضل ان يتّبعها الجميع في ظل التآخي والتفاهم وسلامة الوطن, لعودة لبنان كما كان عليه, والعمل على تخفيف الآلام والاوجاع الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها اللبنانيون , والتي تدمع لها العيون وتحزن لها القلوب, وتنادي الجميع من الداخل اللبناني محلياً ودولياً وبشكل جدي , لإنقاذ لبنان من هذه الازمات  وليعيش أولا اللبنانيون باطمئنان وهدوء واستقرار اقتصادي, سياسي واجتماعي , ليس في بلاد الأرز فحسب, وإنما في الشرق الأوسط خاصة وربما في ارجاء المعمورة, ذلك في نطاق رغبة صادقة من قِبل الجميع وبمسؤولية كبرى واكيدة للحفاظ على القُطر اللبناني وصيانة تاريخه وكيانه في ظل مسؤولية داخلية حقيقية لينعم لبنان ويعيش دون منازعات وليتفاهم الفرقاء ويبذلون كل ما يمكن بذله من اجلهم هم, ومن اجل لبنان, ولتخليص جميع المواطنين مما هم فيه من عدم استقرار وعيشة لا يرضى بها أي ضمير حي, على أمل ان يكون العمل جاداً وصادقا من اجل المصلحة العامة والله ولي التوفيق.

ما وراء الكلمات في المختارة في الشوف بقلم: د. نجيب صعب-أبوسنان

استفتاء ألبرج

هل تراقب ما يحدث بالنسبة للمجال القضائي في البلاد والحفاظ على الديموقراطية؟
مجموع المصوتين : 20