كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن تفاصيل خطة استراتيجية تهدف إلى تقليص نفوذ حزب الله في لبنان وسوريا، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والتغيرات الميدانية في الساحة السورية. وأوضحت المصادر أن التطورات السياسية والعسكرية في سوريا، وخصوصاً ما يحدث في حلب مع احتمالية امتداد هذه الأحداث إلى مدن سورية أخرى، أصبحت ذات تأثير مباشر على مستقبل حزب الله. وأكدت المصادر أن إضعاف نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين من شأنه أن يساهم بشكل كبير في وقف تدفق الأسلحة إلى حزب الله، والحد من قوته العسكرية، ومنع إعادة بناء نفوذه.
وأشارت المصادر إلى أن الاستخبارات الأمريكية لعبت دوراً محورياً في هذا السياق، من خلال تعاون وثيق مع إسرائيل لوقف تمدد حزب الله عبر سوريا.
وأضافت أن هذا التعاون الأمني يهدف إلى تعطيل خطوط الإمداد الرئيسية للحزب، التي تعتبر شرياناً أساسياً لنقل الأسلحة إلى لبنان. ولفتت إلى أن الأولويات الأمريكية في سوريا تتماشى بشكل كبير مع المصالح الإسرائيلية، حيث يركز الطرفان على تقويض النفوذ الإيراني والحد من القدرات العسكرية لحزب الله، مع تقليل التركيز على التعامل مع تركيا أو الفصائل المسلحة الأخرى.
وذكرت المصادر أن استهداف الحدود السورية اللبنانية يُعد جزءاً من خطة واسعة النطاق تهدف إلى شل حركة حزب الله على المستوى الإقليمي.
وأشارت إلى أن الضربات الجوية الأخيرة التي نفذتها إسرائيل ضد بنى تحتية عسكرية قريبة من المعابر الحدودية تأتي في هذا الإطار.
وأكدت أن هذه العمليات تهدف إلى منع الحزب من استعادة قدراته العسكرية، خاصةً مع تصاعد الضغوط على النظام السوري وحلفائه الإيرانيين.
وأكدت المصادر أن التحركات الحالية تمثل تصعيداً ملحوظاً في الجهود الدولية والإقليمية للحد من نفوذ حزب الله. ومع ذلك، شددت على أن نجاح هذه الاستراتيجيات على المدى الطويل يظل مرهوناً بقدرة الأطراف المعنية على التعامل مع التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة.