يا صمتي! دوّنتُ الحروفَ مسْكونةً، فعاتبتُ زمنًا، بِهِ الجاهلُ صاتَ يَتَكلَّمُ.
كلامٌ يداوي أسْرارَ مجهولٍ أسْكَتَهُ الصُموتَ بينَ أصواتٍ تتكتَّمُ....
حِفْظُ الأسْرارِ من زينَةِ المَراجِلِ، فَشَخْصٌ أبلَتَ يَمينًا وشَخْصٌ أفْضاها يَتَألَّمُ.
يَقولونَ الكَلامَ منْ فِضَّةٍ، أَمّا أنا فأقولُ: السّكوتُ وَزنُهُ يُعادِلُ ميزانَ المَحاكِمِ.
أَتْقَنْتُ فَنَّ الكِتْمانِ، وحينَ جاءَ دَوري للْبَوحِ، رَثيْتُ الحَديثَ بِأعْينِ مُتيَتِّمِ
فَلا تَحسِبِ المَنْطقَ مَنْطقًا
بِغَيرِ ناطقٍ يَنْطقُ كأنَّهُ المُتلعثمُ
ضعيفٌ مَنْ يَحْتَمي بينَ ذِراعَيّ مُتَحدِّثٍ لا يَعْرِفُ أُصولَ الخَطابةِ فَقَط لأنّه مُتعَلّمُ.